الأستاذة أمينة ناعمي
مستشارة بمحكمة الاستئناف بالرباط
الأستاذ محمد الهينى
مستشار بالمحكمة الإدارية بالرباط
إن اعتاد مقاربة النوع الاجتماعي بالنسبة للمغرب لا يشكل فقط رهانا اجتماعيا يهدف إلى تقليص الفوارق والإقصاء وإنما أيضا رهانا ديمقراطيا يتوخى تحقيق العدالة والمساواة والحفاظ على كرامة الرجال والنساء على حد سواء. وذلك دون إهمال الرهان الاقتصادي الذي يستهدف إزالة العراقيل التى تحد من مساهمة النساء في الاقتصاد وأيضا استفادتهم منه لأجل الرفع من من النمو الاقتصادي.
فتحقيق مقاربة جيدة للنوع الاجتماعي يستلزم تقييم السياسات العمومية وترسيخ ثقافة جديدة مبنية على الشفافية والحوار من خلال خلق دينامية جديدة تنخرط فيها مختلف هيئات المجتمع المدني.
إن النهوض بأوضاع المرأة في المغرب يشكل انشغالا حكوميا مستمرا لاعتبار الدور الأساسي الذي تلعبه في التنمية البشرية المستدامة.
وباعتبار الأهمية التى تكتسيها قضية المرأة في المواثيق والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، بادر المغرب إلى اتخاذ مجموعة من التدابير على المستويين التشريعي والمؤسساتي، وكذا على مستوى سن الإستراتيجيات والسياسات العامة.
وقد عرفت هذه الإصلاحات والتدابير مناخا إيجابيا على الصعيد الحقوقى والسياسى والاجتماعى والاقتصادي والثقافي، تستهدف النهوض بحقوق النساء وإدماج مقاربة النوع وتكافؤ الفر ص وأجرأته عبر 6 أهداف:
- -إدماج مقاربة النوع في السياسات والبرامج والمشاريع التنموية؛
- -تشجيع ولوج النساء لمناصب المسؤولية والقرار؛
- -الرفع من نسبة تمثيلية النساء في الهيئات المنتخبة؛
- -تشجيع خلق المقاولة النسائية؛
- -محاربة العنف تجاه النساء والطفلات؛
- -محارية النمطية ونشر ثقافة المساواة؛
- -دعم المؤسسات والمراكز الخاصة بالنساء، وتوسيع المراكز المتعددة الوظائف.
وقد قامت الحكومة المغربية باعتماد عدة استراتيجيات لمرافقة الإصلاحات التشريعية، وتكريس ا حريات العامة للنساء، والنهوض بأوضاع المزأق، حيث تميزت سنة 2006 بحدث جد هام في مسيرة المغرب في سعيه من أجل إقرار مساواة فعلية بين الحنسين في إطار من التعاون والشراكة بين ا حكومة وجمعيات المجتمع الماني وكل الفاعلين المعنيين.
وتعززت الجهود الوطنية في مجال النهوض بأوضاع المرأة ودعم مشاركتها، بإعداد الإستراتيجية الوطنية من أجل الانصاف والمساواة بين الجنسين بإدماج مقاربة النوع الاجتماعي والسياسات والبرامج التنموية.
وقد جاء الإعلان عن هذه الإستراتيجية في مناخ سيامي واجتماعي ملائم ومشجع ساهمت في تشكله فلسفة المساواة بين الجنسين التي تضمنتها مدونة الأسرة والتي مافتئ جلالة الملك محمد السادس يؤكد على أهميتها وضرورة الأخط بها في برام التنمية، وتجسدت هذه الفلسفة أيضا من خلال المقارية المعتمدة في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ترتكز على أهمية استحضار النهوض بأوضاع المرأة باعتبارها شريكا أساسيا في التنمية.
وتبدف الإستراتيجية الوطنية إلى التقليص من الفوارق التي تزال قائمة بين الجنسين عل مستوى المحقوق والموارد والفرص الاقتصادية، والتأثير السياسي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق